روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | سوء.. تفاهم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > سوء.. تفاهم


  سوء.. تفاهم
     عدد مرات المشاهدة: 3206        عدد مرات الإرسال: 0

أثارت زوجته فضوله عندما سألته أكثر من مرَّة: هل ستخرج الليلة مع أصدقائك؟

سألها مستغرباً: لماذا كررتِ سؤالكِ هذا أكثر من مرَّة؟

إذا أردت أن تذهبي لزيارة أهلك فأخبريني بشكل مباشر!

 لم يكن بنية الزوج الخروج في تلك الليلة، ولكن شاء الله تعالى فاتصل به أحد أصدقائه مشتاقًا، لدرجة أنه قال له: سآتي إليك الآن وآخذك من بيتك.

وافق الزوج على ذلك، وأخذ زوجته إلى بيت أهلها قبل وصول صديقه.

 وصل الصديق كما وعده، ولكن كانت المفاجأة (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).

جاء إلى صديقه اتصال من شركته، يطلبون منه أن يرسل بريدا مستعجلا. وكان لابد لهذا الصديق أن يذهب لمقر عمله، الواقع في مكان بعيد، ليقوم بإرفاق بعض الوثائق اللازمة لهذا البريد.

اعتذر الصديق من صديقه، وذهب إلى شركته، وعاد الزوج إلى منزله.

وهنا جاءته فكرة جميلة رائعة، وفرصة لا تفوت، فقرر أن يستفيد من هذه الفرصة وأن يفاجئ زوجته ببيت نظيف وعشاء لطيف.

 بدأ بتنظيف المنزل، وغسيل الأواني في المطبخ، وترتيب البيت.

ولكن الزوجة الغافلة لم تهدأ لحظة من الاتصال والمتابعة وإرسال الرسائل، فهي تظن أنه يسرح ويمرح مع أصدقائه، دون أن يراعي شعورها وحقوقها، فرسالة تطالبه بالعودة إلى البيت، ورسالة تسأله متى سيعود، ورسالة تعاتبه على عدم الرد وعدم الاكتراث بها، ورسالة تؤاخذه على عدم مراعاة شعورها والاهتمام بها. والزوج منهمك في مهمته لا يجيب.

 إنه يخبئ لها المفاجأة السارة، لتكون دليلا دامغا على حبه ووفائه وودِّه لها، فقال في نفسه سأماطلك في في الرد ياحبيبتي ريثما تنتهي المهمة، لأنه يريد أن يفاجئها عندما ينتهي من كل شيء…

ومع مرور الوقت استاءت الزوجة كثيرا، ودار في رأسها ألف سؤال وسؤال، وشعرت بأن زوجها يماطلها، ويفضل أصدقاءه عليها، فأرسلت له رسالة قوية اللهجة، فيها عتاب مبطن:  سأعود إلى المنزل مع أخي!

وصلته الرسالة، فتبسم وأرسل لها رسالة:  لا يا حبيبتي، أنا سآتي بنفسي لآخذك إلى البيت عند الساعة الثانية مساءًا..

انتهى من ترتيب البيت، وذهب إلى المطعم وأحضر عشاءً فاخرا بمستوى هذه المفاجأة. ولكن، ويا للأسف، لقد اتصل بها ففوجئ بأن النوم قد غلبها أثناء انتظارها له.

لقد نامت المسكينة حزينة متألمة من إهمال زوجها لها. ونام هو الآخر حزينا من إخفاق خطته.

وفي اليوم التالي ذهب لصلاة الجمعة، ثم توجه إلى زوجته في بيت أهلها من أجل الغداء، كما هو المعتاد في كل يوم جمعة.

حتى تلك اللحظة مازالت الزوجة تظن بأن زوجها كان في الليلة الفائتة يسمر مع أصدقائه، وهي قابعة في بيت أهلها تنتظره.

عاد الزوجان إلى البيت، والزوجة صامتة حزينة من تصرف زوجها هذا. ويا للمفاجأة……صُعقت الزوجة مما شاهدته من الترتيب والنظافة.

 وعندما قص عليها القصة دمعت عيناها، ونظرت إليه في حب عميق…لقد ظلمتك حبيبي.

أجابها: إني أحبكِ………………. انتهى

الفوائد من القصة:

- ليس كل شيء يكون كما يبدوا عليه.

- يفضل أن يحسن الأزواج ظنهم ببعضهم وأن يجدَ كل منهم للآخر ألف عذر.

- المفاجآت في الحياة الزوجية تضفي جوًا من الألفة، وتجدد أواصر المحبة بين الزوجين.
 

الكاتب: محمد السيد

المصدر: موقع همسات